-A +A
«عكاظ» (واشنطن)

رفعت وكالة المخابرات المركزية السرية عن أحد مشاريعها بالغة السرية التي تم تصورها في ذروة توترات الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي والدول الشيوعية الأخرى، والذي كان عبارة عن طائرة تجسس دون طيار مستقلة من شأنها أن تظل غير قابلة للكشف عن الدفاعات الجوية للخصم، ولكن يمكنها جمع معلومات استخباراتية عالية الجودة من الأرض.

وبحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية، تم تطوير الجهاز، المسمى «المشروع أكويلين- Project Aquiline»، بواسطة ماكونيل دوجلاس في الستينيات. وتشتهر الشركة المصنعة لصناعة الطيران بتصميم وبناء الطائرات المقاتلة الشهيرة F-15 وF-18، ولكن هذا لم يكن مثل أي منتج آخر صنعته الشركة قبل اندماجها مع شركة Boeing. كان المقصود من مشروع أكويلين أن يكون طائرة دون طيار، تشبه الطائر من حيث الحجم والهيكل بحيث يتم الخلط بينها وبين الدفاعات الآلية أو المأهولة.

كان من المتوقع أن يبلغ عرض طائرة التجسس دون طيار 2.3 متراً، ويصل وزنها إلى 37.5 كيلوعراماً، بما في ذلك الحمولة الصافية، وترتفع إلى سقف ارتفاع 6 كيلومترات وتنتقل بسرعات تراوح بين 87 و148 كيلومتراً في الساعة.

كان الهدف المنشود أن تحمل الطائرة على متنها أشكالاً مختلفة من معدات المراقبة، بما في ذلك الكاميرات لالتقاط صور عالية الجودة عن طريق الطيران على ارتفاعات منخفضة حاملة معدات الراديو لاعتراض الإرسال لفك التشفير. كانت الخطة هي إرسال جميع البيانات على الفور إلى طائرة مراقبة مخصصة تقوم بدوريات على حدود الدولة التي تم التجسس عليها، على الأرجح الاتحاد السوفيتي أو الصين، إذ كانت أجهزة تخزين البيانات ثقيلة الوزن وثقيلة في ذلك الوقت، مما يجعل من المستحيل تقريباً تركيبها. في مركبة صغيرة نسبياً على شكل طائر.

ولكي يتم جمع البيانات لوكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه»، فإن 50 ساعة من وقت الرحلة الأولي المتوقع بواسطة محرك صامت بقوة 3.5 حصان لن يكون كافياً للوصول إلى أي قواعد مهمة بعيدة عن الحدود، خصوصاً في دول مثل الاتحاد السوفيتي والصين. ومن هنا سعت الوكالة إلى تزويد الطائرة التي تشبه الطيور بمصدر للطاقة النووية، وهو في هذه الحالة أحد نظائر البلوتونيوم. كان هذا من شأنه - إذا كان قادراً على العمل - أن ينتج حرارة يمكن تحويلها إلى قوة دافعة، وهو إنجاز يصعب تحقيقه حتى بالمعايير الحديثة. لم يتم تقديم تكنولوجيا الصواريخ العاملة بالطاقة النووية حتى الآن إلا من قبل روسيا في عام 2019. بحسب ما ذكرته الوكالة.

لم يشهد مشروع أكويلين أبداً حالة تشغيلية وتم تغطيته قبل الأوان، على الرغم من أن أسباب التراجع عنه لم يتم توضيحها رسمياً في الوثائق التي كشفت عنها وكالة المخابرات المركزية أخيراً. أشارت مجلة Popular Mechanics في مقالها عن الطائرة دون طيار إلى أنه على الرغم من كونها فكرة مثيرة للإعجاب للتجسس، إلا أنها اعتمدت بشدة على خدعة. سيعرف السوفييت والدول الشيوعية الأخرى في النهاية بوجود الطائرة ويسقطونها بسهولة.